Sunday, June 20, 2010

تعليق بدون تعليق

"الشرطة تقتل شابا يصفه البعض بالوسيم فى الشارع فى الأسكندرية !
… ماذا نقول ؟ … بداية جيدة !" ........
......"فالأفضل
فى ظل الانفجار السكانى‑ أن يموت مائة برىء من أن يفلت من العقاب مجرم واحد" ..........
.........."وصاحبنا المذكور يقال عنه أنه موزع عقاقير وبالتالى نرى أن من حق الشرطة أن تفعل به ما تراه مناسبا" ..........
........."( ملحوظة : نحن
لسنا ضد إباحة العقاقير لكن ضد الفوضى الأمنية )" .

اقتباسات من تعليق مدحت محفوظ على مقتل الشاب خالد سعيد بالإسكندرية!!!

Tuesday, June 8, 2010

العيش في العالم الافتراضي


منذ أيام قرأت ذلك الخبر عن والدين لطفلة انشغلا عنها بأحد الألعاب الإلكترونية حتى ماتت لسوء التغذية، وكنت قد علقت عليه في حينه، وبعد فترة من التأمل في مضمون الخبر، خطرت لي عدة خواطر أردت أن أشرككم بها، هذا الخبر نبهني إلى خطورة العيش في الواقع الافتراضي، والانعزال عن الحقيقة، فمن المؤكد أن الوالدين موضوع الخبر أثناء مماستهما لهذه اللعبة والانتقال بين مراحلها المتتالية كانا يعتقدان أنهما من أفضل الآباء في العالم، بينما هما في الحقيقة كانا على العكس من ذلك تماماً، وربما لو أمعنت التفكير فيما حولنا الآن لوجدنا نماذج تتشابه مع هذا الوضع بدرجات متفاوتة، وسأحاول أن أسوق لكم بعض الأمثلة.

من هذه الأمثلة التدين الافتراضي، كثبراً ما تفتح بريدك الإلكتروني لتجد عدة رسائل من أشخاص - تعرفهم أو لا تعرفهم - تحمل صبغة دينية، تتحدث هذه الرسائل عن موضوع معين مثل ترديد أحد الأذكار، أو دعوة للتصويت على أحد مواقع الاستفتاءات على شيء يتعلق بالحجاب أو الإسلام أو ما شابه ذلك، وفي الغالب ما تصلك هذه الرسالة عن طريق تمريرها من أشخاص آخرين، وهم بدورهم قد مررت لهم الرسالة من غيرهم، ويطلب منك كاتب الرسالة تمريرها لكل من تعرف وهكذا دواليك، وللأسف تجد هذه الرسائل تحتل أماكن لا تناسبها، فكثيراً ما تحد هذه الرسائل في مجموعات بريدية علمية أو طبية أو إخبارية، أو حتى تلك المجموعات التي تهتم بتبادل القصص والنكات والصور الطريفة، ولا أدري ما مدى مشروعية مثل هذه الأعمال، ولكنها عموماً لا تعجبني، خصوصاً تلك التي تدعو للتصويت على شيء ما، وأعتقد أن هذا التدين الإلكتروني في الأرجح له أثر سلبي على التدين في الحياة الحقيقية، فهو يؤدي إلى إفراغ طاقة صاحبه في غير محلها، فلربما يتكاسل عن عمل الخير في الواقع مكتفياً بما قدمه في عالمه الافتراضي.

ومن الأمثلة الصارخة لهذه الظاهرة أيضاً، الوطنية الإفتراضية، وبالطبع أبرز مظاهرها كان ما حدث خلال الفترة السابقة قرب المباراة الشهيرة بين مصر والجزائر وما بعدها، وأهم تلك المظاهر كان الانخراط في صياغة الرسائل ومقاطع الفيديو والصور والبوسترات التي تدافع عن بلدنا وتهاجم الآخرين، وقضى الآلاف من شبابنا عشرات الساعات في صناعة مثل هذه الأشياء ونشرها على المدونات والمنديات والفيس بوك وغيره، متخيلين أن هذا يعبر عن وطنيتهم وحبهم لبلدهم، بينما الحقيقة كانت إهدار آلاف ساعات العمل فيما لا يفيد، وبقاء الوضع على ما هو عليه، فلا بلدنا تقدمت أو استفادت شيئاً بما تم إنجازه في هذا المضمار، ولم تكن لتخسر شيئاً لو لم يتم شيء من هذا، ومن الأكيد أن هذا الوقت المهدر لو تم توجيهه لأي عمل حقيقي لخدمة الوطن لكان أجدى وأنفع.

المثال الثالث هو الحهاد الافتراضي، وهو في رأيي أسوأ هذه الأمثلة وأشدها ضرراً، ولهذا الجهاد الافتراضي عدة صور، منها حملات جمع التوقيعات على الفيس بوك لإغلاق صفحة معادية للإسلام، أو إعلان التأييد لغزة أو فلسطين، وما إلى ذلك، فمثل هذه الأعمال تؤدي إلى شعور صاحبها بأنه أدى واجبه وعمل ما يقدر عليه، رغم أن ذلك لم يزحزح الواقع على الأرض مليمتر واحد.

قد يسيء البعض فهم كلامي ويظن أنني أعارض كل الأمثلة التي ذكرتها هنا بالكلية، وليس هذا مقصدي، فلست أرى بأساً من إرسال رسالة دعوية للتحذير من أحد الأخطاء الشائعة في العبادات أو السلوكيات، أو رسالة أخرى تسأل الدعاء لإخواننا المضطهدين والمحاصرين، ونحو هذا، ولكن ما أحذر منه هو أن نرى أن هذا كل شيء، فننخرط فيه بكل قوتنا، وننسى أن العمل على أرض الواقع هو ما يؤثرفي الواقع، وأن هذا العالم الافتراضي لو كان له تأثير على الواقع فهو تأثير ضئيل جداً لا يستدعي أن نحشد كل جهودنا وراءه.

ad