قرأت بالأمس مقالاً للأستاذ فهمي هويدي كان يتكلم فيه عن تعديل نتيجة الثانوية العامة لرفع نسب النجاح، وتدخل عميد إحدى الكليات لرفع نسب النجاح في أحدى المواد بدون علم أستاذ المادة، وقد أثار هذا المقال في ذهني العديد من الخواطر فأردت أن أقص شيئاً منها هنا، خصوصاً أن شقيقتي الصغرى كانت في الثانوية العامة هذا العام.
أول ما أحب أن أبدأ بالكلام عنه هو دهشتي لعدم معرفة الأستاذ فهمي هويدي سابقاً بمثل هذه الأشياء رغم أنه يعيش في مصر وهو مهتم بالشأن العام ومتابع لكل ما يجد في مصر، فالموضوع قديم جداً سواء على مستوى المدارس بمراحلها المختلفة أو الجامعات مروراً بالثانوية العامة، وهناك آلاف الشواهد على ذلك منها ماحدث معي شخصياً في الثانوية العامة (كان ذلك منذ سنوات طويلة أيام التحسين) حيث قابل خالي مدرس الأحياء الخاص بي بعد الامتحان ، وسأل مدرسي عني وعن ما عملت في الامتحان فأجاب خالي أنني أجبت بصورة طيبة وأتوقع درجات نهائية، فما كان من المدرس الفاضل ( وأنا كنت ولازلت أحترمه جداً) إلا أن طلب من خالي ألا يبالغ في التفاؤل لأن التعليمات الصادرة لهم "ان التصحيح يكون وحش علشان ما حدش يزيد"، والمتابع لامتحانات هذا العام يجد أن الأمر أصبح مهزلة، فحتى لا ترتفع أرقام التنسيق كنتيجة لتخفيض الأعداد المقبولة بكليات الطب بعد حكم المحكمة لصالح نقابة الأطباء في القيضية المرفوعة بهذا الشـأن، قامت وزارة التعليم بالتعسف في تصحيح مادة الأحياء سواء في المستوى العادي أو المستوى الرفيع، بحيث لا يحدث ارتفاع حاد في الحدود الدنيا للقبول بالكليات العلمية كنتيجة لخفض أعداد المقبولين بكليات الطب، وقد حصلت شقيقتي على 6 درجات من 10 في المستوى الرفيع رغم أن أغلب إحجاباتها مطابقة للنموذج الإجابة (الذي اطلعت عليه بالفعل) وعدما قمنا بالتظلم وجدنا أنها حصلت على نصف الدرجة المستحقة عن معظم الأسئلة رغم أن إجاباتها مطابقة للنموذج، ولكن طبعاً كلام الوزارة أنه لا يمكن إعادة تصحيح الورقة وما يتم هو مراجعة التجميع والتأكد من تصحيح كل الأسئلة، من الجدير بالذكر أن زميلة لشقيقتي أخذت مستوى رفيع في الفلسفة وخرجت بعد مرور نصف ساعة من الامتحان لأن المراقب لم يسمح لها بإدخال الكتاب إلى اللجنة فلم تجد ما تكتبه، وبعد كل هذا حصلت على الدرجة النهائية، برغم حصولها بالكاد على درجات النجاح في باقي المواد، ولي قريب يعمل مدرساً وسبق له العمل في كنترولات العديد من المدارس الابتدائية والإعدادية وكان يحكي عما يقومون به من رفع للدرجات لتحسين نسب النجاح المنهارة، وكأنه يتكلم عن مهام عمله الوظيفية العادية، وطبعاً المبرر الجاهز لمن يسأل "لماذا" سيكون علشان لو ماعملناش كده نسبة النجاح مش هاتعدي 30-40% وهيحصل تكدس في الفصول السنة الجاية.
واستكمالاً لمهزلة الثانوية العامة هذا العام كانت أسئلة امتحان اللغة العربية في العديد من الفقرات تحتوي على عبارة "وضح برأيك" وعند التصحيح كان من يخالف النموذج الموضوع يخسر درجة السؤال، أي أن من يختلف في الرأي مع واضع الامتحان سيخسر العديد من الدرجات.
Saturday, August 1, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
ياااااااااااااااااه
ReplyDeleteانت لو قعدت تكتب من هنا لبكره
مش هتخلص كلام
تعالى شوف اللي بيحصل عندنا في الكليه واكيد انت برضو ياما شفت
مهازل في لجان الشفوي
وقدامناولو على امتحان الحالات فهما معاهم الحالات من امبارح بليل
مجرد يجوا يثبتوا حضور بس مش اكتر
انت قلبت عليا المواجع
شكرا يادكتور
منار
بجد انا مفروسة اوووووي
ReplyDeleteايه المهازل اللي بتحصل في التعليم دي؟!!
ياااما سمعت برده عن بلاوي ومهازل بتحصل زي اللي ذاكرتها كدا يا كتور في كنترولات المصايب دي
هما مش مقدرين تعب الطلاب دول ولا ايه
ولا طارحينهم في سباق وسباق عقيم كمان مفيهوش اي فايدة واللي يوصل الاول ويجيب اعلى مجموع هانديله اقل من حقه!!!!!!!
بجد بيكرهوا اي واحد نفسه يتعلم او واخد طريق التعليم تمهيد لحلمه
لما في الاخر يحسبوله حلمه دا كام درجة؟!!
طبعاً مهازل الشفوي والعملي دي مش محتاجة حد يتكلم عليها، أنما أنا باتكلم عن امتحانات الثانوية العامة لأن الفكرة السائدة عنها كانت ان هي الحاجة الوحيدة المنضبطة في منظومة التعليم ككل.
ReplyDeleteبمناسبة الشفوي واللي بيحصل فيه، مرة دكتور كان ابنه في الدفعة اللي قبلنا تطرق للكلام في الموضوع ده وكان بكل بساطة بيبرر ويقول إن ده شيء عادي، زي ما ضباط الشرطة بيجاملوا بعض والمدرسين بيجاملوا بعض، والسواقين بيجاملوا بعض، حتى الزبالين بيجاملوا بعض، فمافيش فيها حاجة لما أساتذة الجامعة يجاملوا بعض، وطبعاً لو كملت كلام في الموضوع ده هاقعد أيام وأيام أكتب فكفاية كده....