Friday, September 11, 2009
ملحوظات في المساجد
لديّ بعض ملاحظات على أشياء أراها في كثير من المساجد، وأرد أن أتكلم عنها فربما يقرأ هذا الكلام من يقتنع به ويحاول أن يصحح هذه الملاحظات، أو يقنعني بوجهة النظر الصحيحة إن كان الخطأ مني
أول الملاحظات تخص المساجد التي تقع في المستشفيات، فمن المعروف أن أكثر الموجودين في المستشفى يكون تواجدهم هناك اضطرارياً، إما من العاملين في المستشفى أو من المرضى، مع نسبة قليلة من الزوار أو مرافقي المرضي، فمن المفروض أن من يصلي بالناس في مسجد المستشفى يكون عنده وعي بهذه الحقيقة وأن يراعي ذلك سواء في عدم تأخير الصلاة كثيراً بعد الأذان ، وتخفيف الصلاة والتجوز فيها ، وكذلك أن تكون خطبة الجمعة خطبة مختصرة ومقتصرة على كلمة موجزة تحمل أساسيات الخطبة المفروضة شرعاً، مع موعظة مفيدة لا مجال فيها للقصص والشروحات الطويلة، لأن معظم الموجودين في المسجد لديهم ما يهمهم، فمنهم المريض الذي لا يحتمل جلسة الأرض لفترة طويلة، ومنهم الطبيب الذي يخشى من أن يغيب عن متابعة مرضاه أكثر من دقائق معدودة فيحدث ما لا تحمد عقباه، ويخشى أيضاً أن يتم استدعاؤه لحالات طارئة في أثناء الصلاة، ومنهم غير الأطباء كالموظفين والعمال ممن لديم مهام للقيام بها ولا يحسن تأخيرها، فلك أن تعجب من خطيب جمعة جاء إلى مسجد مستشفانا منذ فترة فخطب لما يقرب من الساعة، وثار عندما نبهه أحد المرضى إلى وجود مرضى لا يحتملون كل هذا الوقت، وأخذ يوبخه في أثناء الخطبة لأنه نصحه في العلن، ومما يشبه مساجد المستشفيات في هذا المساجد التي تقع في محطات القطار ومواقف سيارات الأجرة للسفر بين المحافظات، فيجب أن يراعي أئمة هذه المساجد أن معظم المصلين يكونون على سفر فلا داعى لتعطيلهم وتأخيرهم عن أسفارهم، ففي أغلب الأحوال يكون المسافر مشغول البال بسفره، وكلما طال التأخير والانتظار زاد انشعاله وفقد التركيز في الصلاة.
الملحوظة الثانية هي عن انتشار مكبرات الصوت التي تقوم بترديد الصوت وعمل نوع من الصدى، ولا أعتقد أن هذا الصدى يزيد من القيمة الجمالية للصوت شيء، بل إن معظم عمال المساجد لا يحسنون ضبطه فيحولونه إلى مجرد نوع من التشويش لعدم وضوح الصوت، حيث يغطى الصدى على الكلام الأصلي وتصبح النتيجة مجرد ضوضاء، كما أن هذا النوع أعلى في التكلفة، ومن المعروف أن أموال المساجد هي من التبرعات والصدقات فلا يجب إضاعتها فيما لا داعي له مثل هذه الأشياء.
وثالث الملاحظات هي ما صادفته في كثير من المساجد عند تراصّ الصفوف لبدء الصلاة، حيث أجد أنه في كثير من الأحيان يقف من بآخر الصف مكانه، تاركاً مسافة بينه وبين بقية الصف، وبدلاً من أن يتزحزح خطوة أو خطوتين ليسد الفرجة ويتحد الصف، تجده ينظر خلفه باحثاً عن شخص آخر يشير إليه أن يأتي ليتم الصف، ولا أدري ما مبرر ذلك الجمود وعدم الرغبة في التحرك ولو لخطوة، وهذه الصفة تميز الشعب المصري عموماً، وتظهر في مناسبات عديدة، ولكن وجودها حتى في المسجد يضايقني جداً كما أعتقد أنه يخالف سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
آخر الملاحظات هي ما يتعلق بمن يتصدى للإمامة وتجده لا يحسن قراءة القرآن، لا يخطأ فقط في أحكام التجويد وتشكيل الحروف، بل يصل الحال ببعضهم إلى الخطأ في نطق الحروف، فمنهم من يخطئ في نطق الجيم فلا يعطشها، ومنهم من ينطق الزاي ذالاً وبالعكس، وأقسم بالله أنني سمعت رجلاً يصلي بالناس ويقرأ "ولا تذر واذرة وذر أخرى وما كنا معزبين حتى نبعث رسولاً"، فكيف لمثل هذا أن يتقدم للإمامة، وأولى به أن يتأخر في الصف، ويترك المكان لمن يحسن القراءة، وأعتقد أن معنى الحديث "أقرؤهم لكتاب الله" ليس فقط أحفظهم، ويجب أن يوضع إحكام القراءة في الاعتبار.
الصورة: مواطن لبناني مسلم يقوم باداء الصلاة في احد مساجد سيدون في جنوب لبنان في شهر رمضان ( رويترز/ شريف كريم، لبنان)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
أوافقك يا دكتور تماما و المشكلة أنك حين تأتي لتبدي ملاحظة لإمام المسجد تجده يبرر و أحيانا ينكر وجود المشكلة بدلا من أن يفكر في كلامك إن كان صوابا أو خطأً
ReplyDeleteو مشكلة أخرى لم تذكرها هي وجود مكبرات صوت داخلية في المسجد فنسيناأن الهدف منها هو تبليغ صوت الإمام لمن لا يسمعه خلفه فما حاجتنا للمكبرات في الصف الأول مثلا حين لا يتجاوز طوله الثلاثون مترا و هم يسمعون صوت الإمام دون مكبرات و لكن تجده يضع مكبرات على بعد 5 أمتار منه ذات اليمين و ذات الشمال و هذا من السفه و قلة الحكمة
بشكل عام مساجدنا أصبحت تحوي إكسسوارات أكثر من الأساسيات و صارت غير صالحة للاستخدام إلا بوجود الكهرباء فالإمام و الخطيب و المؤذن يتكلمون بصوت يسمع القريب فقط و يركنون على المكبرات لتبليغ أصواتهم فليتني أراهم و قد قطعت الكهرباء فكيف سيفعلون و الأمر يحتاج إلى جهر بالصوت من الحناجر لا من امكبرات تماماً كالذي كان يفعله المسلمون في الأزمنة التي خلت حين كانت المساجد مساجد آخرة لا مساجد دنيا
ماشاءالله بجد موضوع جديد فى طرحه يعنى دائما يكون التحدث عن طول خطبة الجمعة عموما بدون الخوض فى تفاصيل مكان المسجد لكن فعلا ملحوظة قوية منك لانها فعلا مهمة ويجب مراعاة الاخرين وعموما طول الخطبة ليس مستحب فى أى وقت وفى أى مكان
ReplyDeleteوأشكرك على الزيارة وأن شاءالله حأخد جولة وأعلق تانى
أهلاً وسهلاً بك
ReplyDeleteAnonymous
وبك يا أخت
Mona
وأحييكما على الإضافات التي أتفق معكما فيها