خبر منشور اليوم في المصري اليوم هنا إن شيخ الأزهر وبّخ طالبة بسبب ارتدائها للنقاب وقام بالتهكم عليها وعلى شكلها، وكذلك أعلن أنه سيصدر قراراً يمنع فيه المنتقبات من العمل أو الدراسة في المعاهد الأزهرية، وليس مثل هذا الأمر بمستغرب (بفرض صدق الخبر ودقة نقله) على مثل شيخ الأزهر الذي له سوابق متعددة ومعروفة في نفس السياق، مثل كلامه عندما أعلنت فرنسا اعتزامها إصدار قانون لمنع الحجاب في المدارس وفتاواه في موضوع فوائد البنوك وإجهاض المغتصبة، فمثل هذا الموقف إنما يأتي استكمالاً لما بدأه الرجل في مسيرة الانسياق نحو العلمانية وهو ما يدعوه هو ومؤيدوه بالتجديد وتحديث الخطاب الديني، بل إنني أستغرب لموقف المندهشين من مثل هذا الموقف الذي كان حدوثه مجرد مسألة وقت لا أكثر (على رأي مدحت محفوظ الذي تنبأ في موقعه بقرب إعلان شخصية إسلامية بارزة جداً تنصره واعتناقه المسيحية ولا يخفى على أحد من كان يقصد)، ويأتي هذا أيضاً في سياق السياسة العامة للدولة فوزير التعليم قد سبق ومنع المدرسات المنتقبات من التدريس وأحالهن للأعمال الإدارية، كما منع ارتداء النقاب بين طالبات المدارس، ووزير الصحة أصدر قراراً بمنع ارتداء النقاب للممرضات والطبيبات في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، ومنذ أيام قليلة منع وزير التعليم العالي المنتقبات من السكن في المدن الجامعية، فالموضوع ليس مجرد شطحة هنا ونطحة هناك، ولكنه توجه حكومي عام للتضييق على النقاب.
سبق وناقشنا موضوع النقاب من قبل، ورددنا على من قال أن النقاب عادة ليس لها علاقة بالإسلام هنا، فلا داعي لتكرار الحديث في هذا الموضوع، ولكن فلنسلم جدلاً بأن النقاب عادة بل وعادة جاهلية أيضاً، لماذا يفرض علي أي شخص أو أي جهة العادات التي يجب أن أتبعها والتي أتركها، فمثلاً الاحتفال بشم النسيم عادة ليس لها علاقة بالإسلام ولا حتى المسيحية، لماذا نحرص عليه وتمنحنا الحكومة إجازة للاحتفال به، وتنشغل بهذا الاحتفال وسائل الإعلام الرسمية وتدعوا له، أليس من حق كل امرأة أن تحدد لنفسها العادات التي تتبعها وتلزم نفسها بها والعادات التي تتركها، ولماذا هذا التعنت والصفاقة في مواجهة أمر يبدو للوهلة الأولى أنه من قبيل الحرية الشخصية في اختيار الملبس، وهل اشتكى أحد من ارتداء تلك الطالبة أو غيرها للنقاب،وسؤال آخر: ألا يعد شيخ الأزهر نفسه رجلاً كفاية هو ومرافقيه عتدما يسأل الطالبة "إوبعدين إنت قاعدة مع زميلاتك البنات فى الفصل لابسة النقاب ليه" بل وتصل الصفاقة به إلى أن يقول للبنت :"لما إنت كده أمال لو كنتي حلوة شوية كنتي عملتى إيه؟".
لن أطالب بإقالة الرجل (وهو غير ممكن دستورياً على ما أظن لأن هذا المنصب لا يعزل صاحبه إلا بالموت أو الجنون والأخيرة لا يمكن إثباتها بسهولة)، ولا أطالب بالتصدي له بالمظاهرات وما إلى ذلك، ولكن أقترح على أهل تلك الفتاة رفع قضية تعويض على شيخ الأزهر لتعديه على حريتها الشخصية وسخريته منها ومن أهلها بل وتحرشه بها، وجمع أيه تسجيلات ممكن (صوت أو صورة) لما حدث للاستناد إليها.
ملحوظة: معتز الدمرداش في تغطيته للموضوع سأل سؤال بايخ ومالوش معنى ( هذا بفرض حسن النية) عندما سأل "هل كانت الفتاة بالغة؟" ولا أجد جواباً للرد عليه غير سؤال مماثل "وانت مال أهلك؟"، وبعدين فين هي الطرافة في الموضوع يا سي معتز أفندي.
يتبع الكلام عن موضوع هاني هلال مع النقاب في تدوينة قادمة إن شاء الله
Monday, October 5, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment